في ظل أزمة متصاعدة في قطاع الطاقة وتراجع الإمدادات الإيرانية، كشف مصدر مسؤول في الحكومة العراقية عن تفاصيل جديدة بشأن مساعي بغداد لاستيراد الغاز من تركمانستان، في خطوة تهدف إلى مواجهة الطلب المتزايد على الكهرباء خلال فصل الصيف.
وقال المصدر لمنصة “الطاقة” الأميركية، إن “وزير الكهرباء زياد فاضل طرح خلال زيارته الأخيرة إلى تركمانستان عدداً من السيناريوهات لتوريد الغاز، كان أبرزها توقيع اتفاق مباشر بين العراق وتركمانستان دون الاستعانة بأي شركة وسيطة، لتقليص التكاليف وتسهيل الإجراءات”.
وأضاف أن “الحكومة تسعى لتنفيذ الصفقة خلال الصيف الحالي لتعويض النقص الحاد في إمدادات الغاز الإيراني، الذي يعتمد عليه العراق بشكل رئيسي لتشغيل محطات إنتاج الطاقة الكهربائية”.
وبحسب المصدر، فإن “هناك خياراً إضافياً قيد الدراسة، يتضمن تمرير الغاز التركمانستاني عبر الأراضي الإيرانية مقابل منح طهران حصة رمزية من الكمية المستوردة، كأجور للنقل”.
إلا أن هذه الخطط ما تزال تصطدم بعقبات سياسية ومالية، بحسب المصدر، الذي أكد أن “تنفيذ الصفقة مرهون بموافقة وزارة الخزانة الأميركية على آلية تحويل الأموال، في ظل الرقابة المشددة المفروضة على التعاملات المالية التي قد تصب في مصلحة إيران، الخاضعة لعقوبات اقتصادية صارمة”.
وأشار إلى أن “الولايات المتحدة تدقق في كل عملية تحويل مالي تخرج من العراق، خصوصاً إذا كانت هناك احتمالية لوصول جزء من هذه الأموال إلى الجانب الإيراني”، مضيفاً أن “الحكومة العراقية بانتظار إشارة واضحة من الجانب الأميركي، الذي لا يزال يعتبر الملف قيد التقييم والدراسة”.
وتأتي هذه التحركات في وقت تعاني فيه البلاد من تصاعد أزمة الكهرباء، مع اقتراب ذروة فصل الصيف وازدياد الأحمال، وسط دعوات داخلية متكررة لتقليل الاعتماد على الغاز الإيراني والبحث عن بدائل استراتيجية أكثر استقراراً.
