حجم الخط + -
2 دقائق للقراءة

شهدت العديد من البلدات الإيطالية الصغيرة ضجة كبيرة خلال العامين الماضيين لبيعها منازل شاغرة مقابل يورو واحد، لكن ما السر وراء بيع هذه المنازل بأسعار زهيدة للغاية؟

مع تزايد هجرة الشباب الإيطاليين إلى المدن وميولهم نحو وظائف عصرية وعالمية بدلاً من المهن الريفية والمجتمعية، بدأت العديد من القرى النائية والأجمل في إيطاليا تُهجر تدريجياً، إذ أصبحت تضم أعداداً قليلة من السكان المسنين الذين يبدؤون بالانقراض.

ووجد بعض كبار السن في إيطاليا أنفسهم بلا وريث يتركون له منازلهم، فأوصوا بها للسلطات المحلية، التي باتت تتولى مسؤولية تقرير مصيرها. في الوقت نفسه، ورث بعض المواطنين الأصغر سناً منازل في مناطق لا ينوون الانتقال للعيش فيها.

امتلاك منزل ثانٍ في إيطاليا يعني دفع ضرائب، لذا فإن بيع هذه المنازل المهجورة بأسعار زهيدة قد يكون أكثر ربحية من الاحتفاظ بها.

لهذا السبب، تقدّم نحو 25 بلدية إيطالية عرضاً لا يُقاوَم للراغبين في التملّك: منزل بسعر رمزي قدره يورو واحد فقط (نحو 1.14 دولار أميركي).

وتقوم الفكرة على أن إعادة تأهيل هذه المنازل وسكناها خلال السنوات المقبلة يُعدّ أكثر قيمة للبلدات من بيعها بالسعر الكامل.

وتأمل السلطات المحلية في مناطق مثل إميليا-رومانيا، وأبروتسو، وكامبانيا، أن يؤدي تدفّق مالكي المنازل الجدد إلى تنشيط الاقتصاد المحلي، من خلال شرائهم للمنتجات المحلية، وتوظيفهم لعمال البناء المحليين، وضخّهم الأموال في المرافق والمعالم المحلية، بل وحتى تعزيزهم للسياحة عبر إنشاء فنادق بوتيك أو نُزُل.

أنت لا تشتري منزلاً جديداً وبراقاً، فالمنازل المشمولة في هذا البرنامج غالباً ما تكون متهالكة وتتطلب أعمال ترميم كبيرة وهيكلية. ما تشتريه في الواقع هو مشروع ترميم واستصلاح، وليس منزلاً جاهزاً للسكن الفوري، بحسب صحيفة Independent  البريطانية.

ومع ذلك، تبقى تكاليف الترميم منخفضة نسبياً مقارنةً بدول أخرى، إذ تتراوح بين 20 ألفاً و50 ألف يورو، بحسب حجم العقار.

ورغم أن معظم المنازل المعروضة هي بيوت ريفية بسيطة أو منازل قرى متواضعة، إلا أن بعض العقارات الفخمة أيضاً تُعرض للبيع، وإن كانت بأسعار أعلى بكثير. فعلى سبيل المثال، يُقدّر بائعو دير سابق خارج بولونيا أن تكلفة الترميمات الأساسية قد تصل إلى 1.5 مليون يورو.

ولا يُسمح للمشترين الجدد بتقديم وعود غامضة حول نيتهم ترميم العقار “في المستقبل”، إذ يُشترط عليهم تقديم تفاصيل مشروع الترميم خلال فترة تتراوح بين شهرين و12 شهراً من تاريخ الشراء (بحسب المنطقة)، والبدء في تنفيذ الأعمال خلال سنة واحدة، وإكمالها خلال السنوات الثلاث التالية.

جدير بالذكر أيضاً أن ليس كل العقارات تُباع فعلياً مقابل يورو واحد فقط؛ فبعض المنازل المحبوبة شهدت منافسات مزايدة، وبيعت مقابل 5000 يورو أو حتى 20000 يورو.

لذا، فهذا البرنامج موجّه لمن لديهم مدّخرات إضافية تتجاوز مجرد اليورو الرمزي.