مختصون لـ”كور”: القصيدة الحسينية هي التراث وهناك من يسعى لاستهدافها
أكد إعلاميون وخبراء على ضرورة أن تحافظ القصيدة الحسينية على شكلها التراثي مع تطور الألحان والكلمات لأنها تمثل هوية وطنية حسينية، فيما حذروا من محاولات استهدافها واستهداف الطقوس الحسينية بشكل عام مع حلول شهر محرم من خلال إدخال أطوار وألحان غريبة.
وقال الكاتب والإعلامي حسين نعمة الكرعاوي إن “الشعائر الحسينية والقصائد بشكل خاص كانت وما زالت وستبقى المحرك الأساس للمشاعر التي تلهب عشاق ومحبي الثورة الحسينية عموما في شهر محرم وما يخصنا فيه استشهاد الإمام الحسين وذريته وأصحابه”.
وأضاف أن “هناك الكثير من المؤاخذات والملاحظات في الوقت الذي فيه إشادات وإعجابات، فهناك تطور نشد الأيدي عليه وندعمه وهو أن القصائد باتت تأتي بنمط ثوري تعيدنا إلى الموروث القديم الذي احياه شعراء ورواديد سابقون تشرفوا بالخدمة الحسينية، حيث تحولت القصيدة من مجرد التأثر العاطفي إلى درس وعبرة ونهضة واستئثار وشد للروح وتهذيب والاقتداء بالإمام الحسين وأصحابه”.
واستدرك أنه في الوقت نفسه “هناك من يحاول استهداف والنيل من القصيدة الحسينية، مرة بزج ألفاظ أو تعابير وقصائد غير مناسبة ومرة أخرى بطريقة تلحين وأداء غريبة، وأصحاب هذا الاتجاه أخطأوا في الذهاب للبحث عن الطشة، فطريق الحسين هو طريق الخدمة، حتى وصل بنا الحال في بعض القصائد إلى أن تتحول إلى أغان بمجرد تبديل الكلمات، لذا نتمنى أن يعودوا إلى رشدهم”.
وبالجانب الآخر، يشير إلى أنه “لا يمكن إنكار أن هناك استهدافات تحاول النيل من القصيدة الحسينية واستهداف هذا الوهج الحسيني الساطع الذي ينطلق كل عام، وتستغل شهر محرم لبث السموم”.
ويتابع “لدينا وجهتان الآن، الأول صحيح، وتوجه آخر خاطئ مرة سهوا ونتمنى أن يعود إلى رشده، ومرة بمحركات وأجندات معينة”، لافتا إلى أن “هذه الاستهدافات مستمرة وتتزايد لكنها لا تؤثر بل تشحذ الهمم وتلهب المشاعر الحسينية”.
ومن جهته، عد مدير عام الفنون الموسيقية وزارة الثقافة علاء مجيد “تحول بعض القصائد الحسينية إلى إيقاعات سريعة، موضوعا به من الحساسية ومن الخطورة ما يجب أن نتوقف عنده، ومن المعلوم أن هناك تطورا تكنولوجيا وهناك تطورا حسيا وذوقيا وهناك تطورا في مجال الألحان والمقامات والإيقاعات حتماً، وهذا ينعكس على الكل سواء إن كانت أغاني أو قصائد حسينية ملحنة وتنعكس بشكل أو بآخر سلباً أم إيجاباً على هذا الموضوع”.
وأضاف مجيد أن “موضوع القصيدة الحسينية متصل بالتراث في موضوع الرثاء والقراءات، وهذا التراث من الكلمة إلى اللحن إلى الإيقاع إلى طريقة الأداء، من المفروض أن نحافظ عليه وليس هناك شيء لتطوير التراث، فالتراث هو التراث”.
ويجد أن “الردات أو القصاد الحسينية أو اللحان أو الإيقاعات الحسينية هي تراث روحي عند الشعب العراقي بالذات وعند الشيعة بشكل عام، وهذا موضوع مرتبط بقداسة وبكرامة سيدنا الحسين”.
ويتابع أن “القصائد الحسينية تمثل هوية شيعية وطنية هوية دينية يجب الحفاظ عليها، ويجب إذا أردنا يعني نغير بالمقامات أو بالطريقة، أن لا نغير بالهوية العامة لهذه القصائد ولا نغير بإيقاعاتها لأنها ستفقد هويتها وتفقد معناها وتفقد روحها”.