كور
3 يونيو 2025 17:32

من صناديق الاقتراع إلى منصات التحريض.. كيف يُستغل الخطاب الطائفي انتخابيا؟

العراق والانتخابات

حذّر المحلل السياسي غازي الفيصل، اليوم الاحد، من تصاعد الخطاب الطائفي والمناطقي مجددًا في الفضاء الإعلامي والرقمي مع انطلاق الحملات الدعائية للانتخابات في العراق، مشيرًا إلى أن هذه الظاهرة تتكرر في كل دورة انتخابية، ويتم توظيفها سياسيًا بصورة مثيرة للقلق.

وقال الفيصل إن لـ”كور”، إن “التصريحات ذات الطابع الطائفي، والاتهامات الموجهة ضد مكونات بعينها، بدأت تتسرب بكثافة إلى وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، من خلال منشورات وتصريحات تستهدف شرائح محددة من المجتمع، مما يُسهم في إذكاء نار الكراهية والتحريض، ويزجّ بالمواطنين في أتون استقطاب خطير يُهدد السلم المجتمعي”.

وبيّن أن “المسؤولية الأولى تقع على عاتق بعض السياسيين والمرشحين الذين يتعمّدون استخدام هذا الخطاب بوصفه أداة لكسب الأصوات، مدعومين بأحزاب تعمل على تأجيج الانقسامات لضمان نفوذها، إلى جانب منصات إعلامية ممولة تروّج لخطابات الكراهية، فضلاً عن جهات مجهولة تدير حسابات وهمية تسهم في نشر هذا النوع من المحتوى”.

ودعا الفيصل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات إلى “إصدار تعليمات صارمة تمنع التحريض الطائفي واستغلال الدين والمذهب ضمن الحملات الانتخابية، استنادًا إلى مواد قانون العقوبات العراقي، مثل المواد (372، 433، 434)، التي تجرّم مثل هذه الأفعال. غير أنه نبّه إلى أن غياب التطبيق الفعّال، وضعف المحاسبة، وتوافر الحماية السياسية لبعض المتورطين، كلها عوامل تُفاقم هذه الظاهرة”.

وختم الفيصل بدعوة إلى “تعزيز الرقابة القانونية، ورفع مستوى الوعي المجتمعي لمواجهة هذا الخطاب المسموم، مؤكدًا على أهمية دور الإعلام المهني والمستقل في فضح هذه الممارسات، حتى لا تتحول الانتخابات من فرصة لإعادة بناء الدولة إلى وسيلة لتفتيتها وتقويض وحدتها الوطنية”.