الكتل السياسية منشغلة بالانتخابات.. جودة لـ”كور”: الصمت الحكومي تجاه خروقات أنقرة يمثل موافقة ضمنية

أكد الكاتب والباحث في الشأن السياسي، ماهر علي جودة، اليوم الجمعة، أن التكرار المستمر للانتهاكات التركية داخل الأراضي العراقية يعكس حالة من الفراغ السياسي وانعدام الخطاب الوطني الموحّد، في ظل تصاعد التنافس الانتخابي المبكر والانقسامات العميقة بين القوى السياسية.
وقال الجودة لـ”كور”، إن “تركيا تستغل التشتت والانقسام في الموقف العراقي لفرض وجودها العسكري والأمني داخل العمق العراقي، تحت ذرائع متكررة تبدأ بمحاربة حزب العمال الكردستاني، ولا تنتهي بتأسيس قواعد عسكرية وقيام مسؤولين أتراك بزيارات مفاجئة إلى مناطق عراقية مثل كركوك دون علم أو تنسيق مع الحكومة الاتحادية”.
واعتبر أن تدخل أنقرة في شؤون المكون التركماني تحت ذريعة “حمايته” يُعد تجاوزا خطيرا على السيادة الوطنية، متسائلًا: “هل المكون التركماني جزء من تركيا أم من العراق؟”، مشددًا على أن التركمان شعب عراقي أصيل لا يقبل الوصاية أو التدخل الخارجي، وأن تاريخهم وتضحياتهم شاهدة على انتمائهم الوطني العميق.
وأضاف الجودة أن ما يجري يمثل خرقًا واضحًا للسيادة العراقية، ويستلزم موقفًا رسميًا حازمًا من الدولة، داعيًا إلى تفعيل الأدوات القانونية والدبلوماسية، كالتوجه إلى الأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي، والاتحاد الأوروبي، ومنظمة التعاون الإسلامي، لتقديم شكاوى وتحريك مواقف دولية ضد الانتهاكات التركية المتكررة.
وختم بالتحذير من أن “استمرار الصمت أو التراخي إزاء هذه التدخلات سيُفسّر على أنه موافقة ضمنية، مما قد يشجع على المزيد من الانتهاكات ويُضعف من هيبة الدولة وسيادتها على المدى البعيد”.