كور
6 يونيو 2025 23:40

برلمان الطشة مع تقديرنا للجيدين

حيدر الموسوي

عام ٢٠١١ في العاصمة السويدية ستوكهولم جلست مع عدد من أعضاء البرلمان السويدي لتناول وجبة غداء وكانت العزيمة من عضو البرلمان السويدي العراقية عبير عبد فيصل السهلاني.

قبل هذا، تخيّلت أن الغداء سيكون مائدة طويلة مما لذ وطاب، لكن المفاجأة كان الغداء سندويتش صغير جدا من البرغر، كان “فش” حتى مو لحم!

كان النواب السويديون في تلك الأمسية يرتدون الجينزات وملابس أخرى بسيطة جدا. مضغنا الساندويتش بتلك البساطة نفسها ومضى كل منا إلى حال سبيله، بينما ذهبت أفكاري إلى مقارنة أخرى في عالم مواز.

وبالعودة إلى ستوكهولم، البرلماني في السويد، بعد خروجه من العضوية، يعود إلى عمله السابق بلا حماية ولا امتيازات، أما عن الالتزام بالدوام فكأن النائب طالب في مدرسة أو جامعة، لا يمكنه الغياب إطلاقاً إلا بعذر قانوني، ٦٠ بالمئة من هؤلاء النواب البرلمان مع الحكومة و40 بالمئة معارضة، هذه هي الأنظمة البرلمانية الناجحة.

في العراق، لا وجود لبرلمان لاسيما الدورة الأخيرة، كانت عبارة عن مسخرة، فحينما يكون كل نائب لديه رأي، تصبح الأمور مدعاة لسخرية أكبر، لذا حينما كنا نتحدث عن أن لا وجود لشيء اسمه “مستقلين” إنما يجب أن تكون هناك أحزاب قوية حتى تسير القرارات بشكل انسيابي أشكل علينا البعض.

وظيفة عضو البرلمان ليس الظهور التلفزيوني أو التدوينة في اكس أو البوست في الفيس بوك او “صورني واني نايم واني زاهد واني اركب كيا وهاي الشعبويات الفارغة في التيك توك”.

والانكى من ذلك ان اغلب ما يتحدث به هؤلاء وخاصة عندما يتحدثون بلغة الأرقام فأغلب حديثهم خطأ وزيف وتدليس.

سيدي النائب!

بدلا من اللجوء إلى الإعلام والطشة هناك قضاء ممكن عرض الادلة عليه وسلك الطريق القانوني، لكن الواقع يقول إنكم تمارسون الابتزاز السياسي وإيهام الناس البسطاء وشحنهم لا اكثر.